أنت هنا

الحركة الثقافية في صيدا

التبويبات الأساسية

هلال م. ناتوت

 

الجامعة

القديس يوسف

الاختصاص

أدب عربي

الشهادة

السنة

الصفحات

د. دولة

1983

345

 

              ثمة اسباب عديدة يحددها المؤلف في اختياره لهذا البحث، منها:

  • مصادفة هذا الموضوع هوى في نفسه، فياتي عمله مصداقا مع ما يراه من واجب على صيداوي تجاه بلده مسقط راسه.

  • اعتقاده بخلو المكتبة العربية من مصنف يحدد موقع صيدا الثقافي في اطار الحركة الفكرية النامية في حواضر الوطن والبلاد العربية.

  • ان معرفة التاريخ الثقافي لبيئة ما على اساس موضوعي، يشكل سلاحا في ذهن المواطن ليصد به رياح التبعية والانقياد.

  • اقصاء "حواضر الجنوب اللبناني" عن النخبة المميزة من اهل الفكر في لبنان، والوقوف عند اعتبارها امتدادا جغرافيا وتتمة تاريخية للجبل اللبناني.

 

ذلك ما حدا الباحث على اختيار هذا الموضع في محاولة للكشف عن هوية المدينة الثقافية، وتوكيدا  لاصالتها الوطنية والقومية.

تتحدد فترة البحث بنصف قرن ما بين سنة  1926 وسنة  1975، اعتبارا من اعلان  الجمهورية اللبنانية الانتدابية الاولى وانتهاء بسقوط الجمهورية اللبنانية الاستقلالية الاولى . وخلال هذه المدة لم تصدر دراسة وافيةسواء علمية موضوعية كانت ام تجاريةعن الحركة الثقافية والفكرية في صيدا، مما يشكل صعوبة امام الباحث من الناحية الاكاديمية والمرجعية والمنهجية.

 لعل طبيعة الموضوع فرضت منهجية خاصة في الدراسة للوصول الى النتائج المرجوة،  اذ اعتمد الباحث:

  • منهج  الوصف  التاريخي تارة القائم على  الوصف  والسرد  التصاعدي  للفكرة  المعالجة،  ومنهج الاستقراء والاستنتاج تارة اخرى الذي يرتكز على دراسة " الجزء" اولا ثم الانتقال الى " الكلوأخيرا منهج التحليل فالتركيب الذي ينطلق من "الكل" الى "الجزء": كل ذلك وفق مقتضيات المادة المطروقة وطبيعتها.

  • المقابلات الشخصية الموجهة مع بعض الفعاليات ورجال الفكر وأهل الفن نظرا لقلة المصادر وندرتها.

  • المعايشة بالمشاركة والملاحظة للافراد والمؤسسات، أو للظواهر الثقافية، مما يشكل رافدا اخرا للعمل.

لقد آثر الباحث ان تكون دراسته منهجية وموضوعية بالقدر الذي تستوعبه محاولة أولى  في هذا الميدان، فعرض في التمهيد للاطار التاريخي لصيدا عبر العصور وتوسع خلال عهدي الانتداب والاستقلال.

ثم انتقل الباحث الى بيان مظاهر  الحركة  الثقافية في  المدينة،   فوطئت بتعريف   الثقافة  ومضمونها،  ثم تناول في الفصل  الاول، الهيئات الثقافية وبعثاتها والرحلة العلمية والارساليات الاجنبية ودورها على الصعيد الفكري اذ تمسك العرب بالعصبية الدينيةباسلاميتهممتمثلة بالوحدة السورية الكبرى خلال فترة الانتداب الفرنسي.

وتناول الفصل الثاني مطابع العرفان والعصرية ودير المخلص، وما أخرجته من مؤلفات لاعلام صيداويين وعامليين وعرب. وقد تولت نشر المطبوعات وتوزيعها دار العرفان والمكتبة العصرية التجارية.

كما تطرق الفصل الثالث للمكتبات العامة والخاصة، والمدرسية، والشخصية، والى مخازن بيع الكتب محاولا وصفها واظهار قيمتها واثرها في نشر الثقفافة والمعرفة.

توقف الباحث في الفصل الرابع " في عالم الكلمة" المتجسد في الصحافة، وجهد في وصف ودراسة الدوريات الصيداوية، في حين لا يسمع البعض إلا "بالعرفان” وبدأ بالجرائد مثل : جبل عامل، والاتفاق، وابو دلامة، والعصر، وابابيل والقارعة. ثم اتبعها بالمجلات: كالعرفان، والسانحات، والنشر الراعوية. وختمها بالنشرات المدرسية ومن وحي المقاصد، وثمرة الفنون وغيرها. وقصد من كل ذلك تبيان دور الكلمة الفاعل في الموقف الصيداي على شتى الاصعدة خلال نصف قرن .

الفصل الخامس خصص للمؤسسات التربوية من معاهد وطنية وارسالية ومدارس رسمية، عارضا لنموذج واحد من كل منها – على سبيل المثالبالدراسة واظهار دورها في اعداد المواطن تربويا وقوميا، ثم ارفق جداول وبيانات احصائية مناسبة.

أسفرت هذه المقومات عن فعاليات وأطر ثقافية شغلت الفصل السادس، اذ ظهرت المجالس الثقافية والجمعيات الادبية والاندية الاجتماعية، وتمحورت في غالبها حول صيدا خاصة والجنوب عامة وقضاياهما، وقد ذكرها الباحث وفقا للترتيب الزمني.

وكان ضروريا ان تتم الفنون الحركة الثقافية فكان الفصل السابع للتحدث عن مهرجانات الربيع السياحية، وبعض الفرق الفنية والمسرحية، ثم ختم بذكر بعض اعلام الفن الصيداويين في الغناء والمسرح والنحت.

ويبقى التراث الشعبي ذا نكهة خاصة بالدراسة، لكونه مصدرا غنيا بمادته وموضوعه وسماته، فتم التعرف الى ذكر الزوايا والتكايا وحلقات الذكر والموالد والسيف والترس والمدفع والحكواتي وغيرها من الظواهر الفولكلورية المحببة الى عامة الشعب.

وكان الارتداد الى السلف في موقف الفكر الصيداوي وأداته الادبية، شبيها بموقف الفكر العربي الكلاسيكي الملتزم نتيجة لتراكم معطيات التراث الاسلامي ومفاهيمه، وتفاعلها جيلا بعد جيل ضمن اطر المحافظة على الحضور الديني والتقليدي، وهكذا غدا ميسورا التعرف على بعض مظاهر النتاج الفكري الادبي وسماته في صيدا بقسيمه النثر والشعر، وكان لفن النثر الادبي والعلمي نصيبه، ولشعر السياسة والمديح والرثاء والهجاء والوصف والغزل والحنين والحكمة نصيبه ايضا .

وختم الكاتب البحث بتراجم اعلام الفكر والادب وسيرهم في صيدا لما كان لهم من هيبة ووقار بين صفوف الشعب، فما تساهل رجل علم أو دين أو أدب لا في صغيرة ولا في كبيرة، حتى عظم امرهم بين الناس.

هذا، وأتبعت الرسالة بملحق يتضمن جداول وبيانات احصائية ووثائق وصورا يرى أغلبها النور لأول مرة.