أنت هنا

جائزة رفيق الحريري - الأمم المتحدة للمستوطنات - برازيل - آذار 2010


 

كلمة السيدة نازك رفيق الحريري
 

بسم الله الرحمن الرحيم

 أّيّها الأحبّة،

من لبنان من البلد الرسالة، أحمل رسالة سلام.

سلاما من شعب قرّر أن يبني وطنه بيديه وبدمه كلّما هدمته الأحقاد. سلاما من أرض روتها قطرات من تعب أبنائها ومن أرواح شهدائها.

وسلاما وتحيّة من روح الرّئيس الشّهيد رفيق الحريري. لقد حقّق شعب لبنان معجزة الطّبيعيّة بعد حرب ودمار. وصنع من وطنه نموذجا لإعادة النّهوض، ومثالا للتّسامح والمثابرة والصّمود.

ولكن كيف يمكننا أن نحافظ على هذه القيم في بلدنا؟ كيف نستأصل اليأس من الأمّة؟ وأرضنا ما زالت محتلّة وحريتنا مسلوبة وحقوقنا مصادرة.

كيف نقنع مواطنينا بمستقبل حضري أفضل وما زالت المنازل تهدم كلّ يوم على رؤوس أهلها، ويدفن الأطفال أو يشرّدون في الطّرقات ويتركون بلا مأوى.

كيف تصبح منطقتنا منزوعة السلاح في حين يتواصل انتهاك حدودنا برّا وبحرا وجوّا كلّ يوم، وتخرق قرارات الأمم المتّحدة، وكلّ الأعراف والشّرائع الإنسانية.

قبل ست سنوات، كان الرّئيس رفيق الحريري يتسلّم جائزة الشّرف التي منحه إيّاها برنامج الأمم المتّحدة للمستوطنات البشرية تقديرا لإنجازاته في إعادة إعمار لبنان.

واليوم أقف بكل فخر في هذا البلد العزيز حيث رافقت الرئيس الشهيد رفيق الحريري في زيارته إلى البرازيل. ولا يمكنني أن أنسى الحفاوة التي أحاطنا بها شعبه الكريم وفخامة الرئيس لولادا سيلفا.

أقف أمامكم بكل اعتزاز لأقدم نيابة عن الرئيس الشهيد جائزة رفيق الحريري الدّولية لصديق كبير للبنان، ولزعيم ورجل دولة من الطراز الأوّل سجّل حكاية نجاح استثنائية في تاريخ الحكم الصّالح والتنمية البشرية. أودّ أن أشكر موئل الأمم المتّحدة لتكريمكم وتقدير قيادتكم البارزة يوم كنتم عمدة اسطنبول واستضفتم الموئل سنة ألف وتسعمائة وست وتسعين. إنّ هذا الاعتراف بما أنجزتم بعد اثني عشر عاما هو بالفعل موضع تقدير.

إنني سعيدة جدا بأن أقدم هذه الجائزة العزيزة على قلبي إلى دولة الرّئيس أردوغان لأنّها تخلد اسم الرئيس الشهيد رفيق الحربري وإنجازاته الإنسانية في ذاكرة الأمم ومستقبلها، وفي مسيرة إعادة بناء المجتمعات والمستوطنات البشرية. يؤلمني اليوم ألاّ يكون الرئيس رفيق الحريري موجودا بيننا. هو شعور يصعب عليّ تجسيده. يعتصر قلبي وقلب عائلتي وابننا سعد الذي كلّفني تمثيله وحمّلني سلامه وتحياته، وقد أخذ على عاتقه عهدا بأن يكمل مسيرة والده الرّئيس الشهيد رفيق الحريري وأن يواصل نهجه الذي يكرس الحرية والسيادة والاستقرار في بلدنا الحبيب لبنان. وها أنا اليوم أمثل رفيق عمري في الجائزة الدّولية التي منحت الرئيس رفيق الحريري في البداية وها هي الآن تمنح باسمه لمن استحقّها.

أيّها الحفل الكريم،

هي رسالة لبنان، كررها شهيدنا الكبير من كل منبر اعتلاه، ويسعدني أن اؤكدها أمامكم اليوم.

نحن العرب اتّخذنا خيار السّلام والتنمية والبناء، فوقّعنا المبادرة العربية للسلام في القمّة العربية التي استضافتها بيروت سنة ألفين واثنين ولم يوفر الرئيس رفيق الحريري جهدا لإنجاحها.

لقد قرر أن نعمل معا من أجل مجتمع دوليّ يحترم الإنسان ويصون حقوقه في الحصول على المسكن الملائم، والغذاء والدّواء، والتعليم والتعبير. لقد اغتال الإرهاب الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلا أنّه لم يقض على أحلامه وأهدافه، وإنّ المحكمة الدولية ستكشف الحقيقة وتحقق العدالة بإذن الله لترفع الظّلم والإرهاب عن أرضنا وشعبنا وأمتنا حتى يبقى لبنان ومنطقة الشرق الأوسط كما أراد الرئيس الشهيد رفيق الحريري ملاذا للسلام والتسامح وموطنا للعدالة.

واسمحوا لي الآن أن أترك الكلمة، لدولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري. فمن أكثر منه يقدر أن يعبر عن كل هذه المشاعر عن لبنان

الرسالة لبنان السّلام والتسامح والعدالة.

Voice Quote of Prime Minister Hariri